جديد الموقع

سياحة المعسكرات

سياحة المعسكرات

خالد جاسم

 

أتفق كثيرا مع كلام المدرب الكبير أنور جسام في تناوله لموضوع المعسكرات التدريبية لفرق أنديتنا الكروية في دول الجوار، وذلك في تصريح لجسام قرأته قبل مواسم عدة, ذلك ان ما جاء في حديث خبيرنا الكروي المعروف والمستند الى رؤية موضوعية وقراءة فنية دقيقة مع خزين كبير من الخبرة الفنية وخصوصا في مسألة المعسكرات التدريبية الخارجية بحكم معايشته الطويلة وتجاربه الكثيرة في تدريب فرق الأندية والمنتخبات العراقية والعربية يكاد يكون صحيحا بنسبة عظمى ولا أقول بنسبة مطلقة طالما ان بعض المعسكرات التدريبية من هذا النوع قد تحقق بعضا من الفوائد المتوخاة منها. والواقع ان كلام السيد أنور جسام عن هذه المعسكرات أنطلق من بواعث الحرص وروح المسؤولية، لأنه أشار وبعبارات صريحة وواقعية الى سلبيات مثل تلك المعسكرات عندما تطرق الى الأركان الأساسية الثلاثة المتضررة وهي اللاعب والمدرب والنادي، وهنا أتفق معه على ان الصبغة العامة للمعسكرات التدريبية التي تقيمها فرق أنديتنا هي في الغالب معسكرات ترويحية أو سياحية (على حد وصفه)، لأننا لو أحتكمنا الى لغة المنطق وراجعنا حقيقة الأوضاع الكروية في بلدان الجوار وعلى وجه التحديد الأردن وسوريا ولبنان نجد ان المشكلة الأساسية التي تعانيها الكرة في تلك البلدان هي مشكلة الملاعب وما يترتب عليها من اثار ونتائج تشكل مصدر معاناة دائمة للأندية في هذه البلدان، فكيف الحال مع الفرق العراقية التي هي أصلا قد توجهت الى تلك الدول ليس بدعوات رسمية أو لأجل المشاركة في بطولات رسمية أو ودية أو حتى خوض مباراة واحدة من هذا الطراز، لكنها تذهب بموجب ترتيبات خاصة كثيرا ما تستند الى مصاعب عملية تواجه معسكرات أنديتنا في دول الجوار هذه، وعلى وجه التحديد ما يتعلق بأماكن التدريبات وخوض المباريات المناسبة التي تعود بالنفع الجدي والحقيقي لأنديتنا، وليس مجرد صرف عشرات الوف الدولارات في معسكرات تفتقد الى المواصفات النوعية المفيدة في الوقت الذي كان الأجدر بهذه الأندية توفير مثل تلك المبالغ في أبواب أخرى تعود عليها بالفوائد الحقيقية، لاسيما عندما تضع خططا مدروسة وبسيطة التكاليف لأقامة معسكرات فرقها الكروية في داخل العراق، وليس التشبث بمقومات هشة وليست ملبية للحدود الدنيا من الفوائد في المعسكرات التدريبية المقامة في الدول المجاورة التي لم يتوان المدرب الكبير أنور جسام بتوصيف مضارها وصورها السلبية على اللاعبين وعدم انضباطهم والأخلال بالمنهج التدريبي، وارهاق ميزانيات الأندية التي كثيرا ما تشتكي وتتلفع بعباءة المعاناة في أول الموسم الكروي أو منتصفه أو في نهايته، من ضيق ذات اليد وخواء الميزانية واضطرارها الى التسول من المسؤولين والجهات المختلفة لأجل تسديد العقود والمرتبات، بل وحتى تأمين تكاليف السفر وخوض مباراة أو مباراتين في دوري الكرة، وجميعنا يتذكر ما آلت اليه أوضاع العديد من الأندية التي لوحت بل وهددت بالأنسحاب أو الأعتذار عن عدم تكملة مشوار الدوري، لأنها عاجزة عن توفير السيولة النقدية التي تعينها في ديمومة مسيرة فرقها الكروية. واللافت كذلك ان فرق الاندية العراقية التي اختارت دول الجوار لتكون محطات اعداد مثالية لها للموسم الكروي الجديد لم تخض مباريات مع فرق مرموقة أو معروفة أو في الأقل يماثل مستوياتها وربما مع اسثناءات قليلة, ومن ثم فأن الأضطرار الى خوض مباريات مع فرق ضعيفة أو مغمورة وان كانت ذات لون تجريبي تكون له مضاره المعروفة وفي مقدمتها عدم الاستفادة الفنية ولخبطة المنهاج الموضوع من المدرب الذي ربما سافر بفريقه مضطرا الى هذا الصنف من المعسكرات التدريبية، وهو يدرك تماما انعدام الجدوى الفنية والبدنية من وراء اقامة مثل تلك المعسكرات ذات الجانب الترويحي التي كثيرا ما تستثمر في زرع أكبر عدد من الأداريين في استنزاف معلن وهدر مفضوح، بل وسرقة في وضح النهار لأموال أنديتنا الرياضية.

 

السطر الاخير

 

 

**كلما مر الزمن, أزدادت قناعتي بأن أعوامي الأولى كانت فردوسا

  • أرسل إلى صديق أرسل إلى صديق
  • نسخة للطباعة نسخة للطباعة
  • نص عادي نص عادي

لا توجد تعليقات

أضف تعليقك

  • عريض
  • مائل
  • تحته خط
  • إقتباس

من فضلك أدخل الكود الذي تراه في الصورة:

Captcha