جديد الموقع

الرياضية بين ” التسقيط والتخوين “

الرياضية بين ” التسقيط والتخوين “

جليل العبودي

 

الرياضة في شتى بقاع العالم تعتبر متنفس الشعوب  وفرصة لراحة ” البال ” والتخلص من وجع ” الحال ” لذا نجد الجماهير سعيدة في الملاعب وتعيش دقائق مثيرة وتعدها جميلة جدا ، وهي تترقب من تعشق وتحب بلهفة من اجل حضور مبارياته ، ويعد ذلك اليوم الاكثر سعادة في حياتها ،  والرياضة لديها خالية من كل الشوائب والادارن ومن يتصدى للمسؤولية يتعامل بكل احترافية ، واذا ما شعر انه قصر او استفز الجماهير فان  كرامته لا تسمح له بالاستمرار لذا يتوجه الى الاستقالة .

اين نحن من كل ذلك ؟

ومن يحمي منظومة الرياضة العراقية من الادران والاحقاد االشخصية ؟

والى اين نحن ذاهبون في ظل انفاس يغطيها الحقد والانانية ولا تفكر برياضة الشعب او مصلحته بقدر  تفكيرها في ان تسقيط هذا  ” وتخوين ” ذاك حتى لو ادى ذلك الى انهيار وتشيع الرياضة الى مثواها الاخير ؟

للاسف تعدد جهات عديدة  تعد نفسها ” مراكز القوى ” اوجد الكثير من التناقضات والتناحرات والتقاطعات ، وان اولى ضحاياه الرياضة العراقية والجماهير الوفية التي تتحمل عناء الحر وقسوته وبرد الشتاء وشدته ، والجاني يعيش في ” بحبوبة ” التبريد في عز الحر ودفء الجو في عز الشتاء برغم برودته !

للاسف ان الافق العام للرياضة العراقية  مغلف بالظلام ولا نجد فيه اي نقطة ضوء في نهاية نفقه ، وان كانت هناك نقطة ضوء يمكن ان يقدم  على طمرها من هو ” جاهل ” بفهم الرياضة وعدم معرفته بقيمتها واهميتها بالمجتمع ،  لذا ان الترفع  عن الصغائر يجب ان يكون هو سيد الموقف ليس من اجل فلان او علان بل من اجل العراق وشعب العراق الذي لم يبق لديه غير الرياضة  متنفساً وحيدا له  ويلجأ اليها هربا من واقع قاس ووضع مؤلم ، فلا تستكثروا عليه هذا المتنفس لان ذلك  قد يدفع الى سلوك اخر يكون على النقيض من روح وسمو الرياضة بل ان ايضا يمكن ان يقتل الرياضة ومواهبها وطاقاتها الواعدة ” ما اكثرها ” في العراق ولكن للاسف لم تجد من يقدرها او يأخذ بيدها.

اعتقد ان كرة القدم العراقية ستكون اكثر المتضررين من الخلافات والتقاطعات والبحث عن الاخطاء والتربص لكل ما يسئ لها ، فما  ان تخرج من ” ازمة ” حتى تدخل بأزمة اخرى ، فمن الاعتراضات  ومشاكل الانتخابات الى شكاوى واحتجاحات ، ومن محاكم وجلسات الى تهم اخرى جديدة وان كانت قديمة ،  ومن التزوير الى ” التخوين “  وهي النقطة الاخطر والاصعب التي تواجه الكرة بسبب رحلة المنتخب الوطني الى فلسطين السليبة ، ومحاولة توجيه التهم للمنتخب واتحاد الكرة بتجاوز قاعدة تعامل الوطن مع ملف فلسطين ،  مع ان المباراة كانت مع منتخب فلسطين  وليس امام منتخب الكيان الصهيوني ، وان اللعب امام منتخب بلد سليب وشعب جريح لا يمثل ” سبة ” او ” خيانة ” بقدر ما هو موقف يؤكد للشعب هناك ان العراق الذي دائما ما يقف مع فلسطين وذاق وجع وجرم الاحتلال البغيض يقف معكم في كل الظروف والاحوال ، وان الرياضي العراقي  اكثر شجاعة في اتخاذ موقف صريج وواضح من الكيان الصهيوني  من غيره  ، ويرفض ان يلتقي اي رياضي او فريق  صهيوني منذ الازل وحتى الان واخرها ما اقدم عليه بطلنا بالمواي تاي محمد عدنان جلال  الذي رفض خوض نزاله  امام لاعب  من منتخب الكيان الصهيوني  ، مع ان ذلك كان سيقوده الى ميدالية للعراق  ، لكن مبدئية الشعب لا  يمكن ان تتغير مهما كانت المغيرات .

 

 

نقطة اخيرة

_ حين سكت اهل الحق عن الباطل توهم اهل الباطل انهم على حق .

 

علي ابن ابي طالب” عليه السلام “

  • أرسل إلى صديق أرسل إلى صديق
  • نسخة للطباعة نسخة للطباعة
  • نص عادي نص عادي

لا توجد تعليقات

أضف تعليقك

  • عريض
  • مائل
  • تحته خط
  • إقتباس

من فضلك أدخل الكود الذي تراه في الصورة:

Captcha